القائمة الرئيسية

الصفحات

هل شبكات الجيل الخامس 5G هي سبب تفشي فيروس كورونا؟

بعيدا عن نظرية غاز السارين التي إنتشرت سابقا كسبب لتفشي فيروس كورونا، ربما سمعت مؤخرا عن نظرية المؤامرة التي تزعم أن شبكات الجيل الخامس 5G للإنترنت هي السبب وراء تفشي الفيروس التاجي Coronavirus الذي تعاني منه البشرية منذ مطلع السنة الجارية. الأسطورة اكتسبت زخماً عندما ربط طبيب بلجيكي "مخاطر" تكنولوجيا 5G بالفيروس خلال مقابلة أجراها في يناير المنصرم. 


يستند الطبيب لتأكيد نظريته بحالات مشابهة شهدتها البشرية خلال عقود سابقة جرّاء إختراع أجهزة تعتمد على شبكات لاسلكية كجهاز الرادار العسكري الإستعمال وجهاز الراديو.. والتي تعتمد إشاراتها على موجات كهرومغناطيسية، حيث يقول الطبيب البلجيكي أن كل طفرة عرفها أو سيعرفها الإنسان على مستوى الشبكات اللاسلكية ولابد أن تؤثر على الكائن البشري ريثما يتأقلم جسده مع حقولها المغناطيسية الدخيلة عليه.في أستراليا ، خرجت للوجود مجموعة STOP 5G AUSTRALIA (التي تضم أكثر من 32،000 عضو) على فيسبوك تحرر منشورات مختلفة تربط انتشار المرض بتكنولوجيا 5G وتطالب بإيقافه في البلاد. 




في المملكة المتحدة، تم إحراق وتدمير ما يزيد عن 20 سارية للهاتف المحمول في جميع أنحاء البلاد. حينها نشر ممثل شبكة الهاتف المحمول MobileUK رسالة مفتوحة مفادها: 

لقد عانينا من حالات المخربين الذين أضرموا النار في صواري شبكات المتنقل، وتعطيل البنية التحتية الحيوية ونشر معلومات خاطئة تشير إلى وجود صلة بين 5G ووباء COVID-19.


كيف تعمل إشارات الراديو (الإشعاع) لشبكة 5G؟


الفرق بين الجيل الخامس والأجيال السابقة من خدمات المتنقل (الجيل الرابع، الجيل الثالث) هو أن الأخير يستخدم ترددات راديو أقل (في نطاق 6 جيجا هرتز)، في حين يستخدم الجيل الخامس 5G ترددات في نطاق 30 حتى 300 جيجا هرتز.


حسب المجلة العلمية Science Alert فإن في نطاق 30 إلى 300 جيجا هرتز، لا توجد طاقة كافية لكسر الروابط الكيميائية أو إزالة الإلكترونات عند ملامستها للأنسجة البشرية. وبالتالي، يُشار إلى هذا النطاق بالإشعاع الكهرومغناطيسي "غير المؤين".


كما تؤكد الدول التي شرعت في إستعمال شبكات الجيل الخامس كأوستراليا على أنه تمت الموافقة عليها من قبل الوكالة الفيدرالية للوقاية من الإشعاع والسلامة النووية التابعة للحكومة، بعد أن أثبتت الأبحاث أن لا آثار صحية سلبية للإشعاع الأكثر كثافة.


يمكن للإشعاع أن يلامس الجلد، على سبيل المثال، عندما نضع هاتف 5G على أذننا لإجراء مكالمة. حينها نكون أكثر عرضة للإشعاع غير المؤين. لكن هذا التعرض أقل بكثير من مستوى السلامة الموصى به.



يقول باحث الأمن التكنولوجي ستانلي شنابيندا: إن إشعاع 5G لا يمكنه اختراق الجلد، أو السماح للفيروس بإختراقه. لا يوجد دليل على أن ترددات 5G تسبب أو تفاقم انتشار الفيروس التاجي.


يوضح الباحث أيضا، أن قشرة بروتين الفيروس غير قادرة على اختطاف إشارات الراديو 5G. وذلك لأن الإشعاع والفيروسات موجودة في أشكال مختلفة لا تتفاعل. إحداهما ظاهرة بيولوجية والأخرى موجودة على الطيف الكهرومغناطيسي.



تسمى موجات راديو 5G بالموجات المليمترية، لأن طول الموجة يقاس بالملليمتر. نظرًا لأن هذه الموجات قصيرة، يجب أن تكون أبراج الخلايا لشبكة 5G قريبة نسبيًا من بعضها البعض.. على بعد حوالي 250 مترًا. يتم تنظيمها كمجموعة من الخلايا الصغيرة (الخلية هي منطقة تغطيها الإشارات اللاسلكية).



لتغطية 5G منطقة جغرافية أكبر، هناك حاجة إلى المزيد من محطات القاعدة بالمقارنة مع 4G و3G. هذه الزيادة في عدد محطات القاعدة، وقربها من البشر، هي أحد العوامل التي قد تثير مخاوف لا أساس لها من الصحة بشأن الآثار الصحية المحتملة لـ 5G.



قد يكون هاتفك خطيرًا ، لكن إشعاعه ليس كذلك!


ينتشر فيروس كورونا من خلال قطرات صغيرة تخرج من أنف أو فم الشخص المصاب عند السعال أو البصق أو العطس أو التحدث أو الزفير. يحدث الانتقال عندما تتلامس القطرات مع أنف أو عيون أو فم الشخص السليم.

لذا، إذا تحدث شخص معدي من خلال هاتف مثبت بالقرب من فمه، فقد تهبط قطرات معدية كافية على سطحه لجعله قادرًا على نشر الفيروس. هذا هو السبب في أنه ليس من المستحسن مشاركة الهواتف المحمولة أثناء الوباء. يجب عليك أيضًا تطهير هاتفك المحمول بانتظام.


من جانبه، أعلن موقع يوتيوب أنه سيخصص موارد لإزالة المحتوى الذي يربط تقنية 5G بـالفيروس التاجي.


جاء الإعلان بعد توجيه أصابع الإتهام إلى مقطع فيديو نُشر في 18 مارس (حوالي مليون مشاهدة)، حيث يدعي طبيب أمريكي بشكل غير صحيح أن أفريقيا أقل تأثراً بـ COVID-19 لأنها لم تشرع بعد في إستعمال 5G. تمت إزالة الفيديو مؤخرا من طرف إدارة يوتيوب.




بتصرف Science Alert

انت الان في اخر مقال
زكرياء
زكرياء
زكرياء، 25 سنة، مهووس بالتكنولوجيا، باحث متتبع ومستكشف لكل مستجداتها، يسرني أنك قرأت موضوعي!

تعليقات